الصداع النصفي: الاسباب، الاعراض، وافضل طرق العلاج
يعتبر الصداع النصفي من أكثر الأمراض المزمنة الموجودة والشائعة في العالم، حيث أنه طبقاً للدراسات فإن حوالي 12% من الأشخاص حول العالم مُصابون به. ويختلف عن الصداع العادي في أنه يصيب نصف الرأس فقط، كما أن الصداع العادي يمكن علاجه بالمسكنات بشكل مؤقت وبدون الحاجة إلى استشارة الطبيب. ويُرجح البعض أن سبب هذا الصداع يرجع إلى العديد من العوامل منها ما هو بيئي ومنها ما هو وراثي كما أن النساء والبنات أكثر عُرضة للإصابة به عن الرجال. وخلال هذا المقال سنتحدث عن ما هو الصداع النصفي وما هي أبرز أعراضه وكذلك الأسباب التي تؤدي للإصابة به بالإضافة إلى أفضل العلاج المستخدم له.
ما هو الصداع النصفي
بداية يجب أن نعرف أن هذه الكلمة مستمدة من اللغة اليونانية وتعني نصف جمجمة عند ترجمتها بشكل حرفي، ويظهر بسبب مشاكل واضطرابات.
هذه المشاكل والاضطرابات تصيب الأوعية الدموية والأعصاب بالدماغ، ويسبب الصداع النصفي شعوراً قوياً بالألم بجانب واحد من الرأس غالباً، أو في الجانبين من الرأس في أحيان قليلة.
ويتبعه قيئ وغثيان واضطرابات بصرية نتيجة التعرض للضوء، كما أن يدوم لمدة تتراوح من 4 ساعات إلى أيام، ويتشابه في ألمه مع ألم الإصابات.
وتشير الدراسات إلى أنه أكثر شيوعاً في الفئة العمرية من 10 أعوام إلى 40 عاماً، وهذا المرض المزمن أكثر انتشاراً لدى النساء وفي غالب الأحيان يختفي عند الوصول لسن ال50.
الصداع النصفي الايسر
هذا النوع من الصداع يكون شائعاً في إصابة الجانب الأيسر من الدماغ، وقد يكون مفاجئاً أو يظهر على مراحل ويعد هذا الصداع في حد ذاته ليس أمراً مقلقاً.
فغالباً ما يزول أثره خلال ساعات ولكن خطورته في أن استمراره لمدة طويلة يكون دليلاً على مشاكل صحية أخرى، وفيما يلي أسباب حدوث صداع نصفي أيسر:
- الحساسية والالتهابات كالإصابة بالبرد واحتقان الجيوب الأنفية.
- وجود مشاكل في الجهاز العصبي كالتهاب الشريان الصدغي والعصب القذالي وغيرها من اضطرابات الأعصاب المختلفة.
- الضغط على الرأس وارتداء الخوذات والتشنجات والمياه الزرقاء بالعين.
- شرب الكحوليات والتوتر الدائم وكذلك قلة النوم والأطعمة التي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة.
- تناول بعض الأدوية المعالجة للصداع والتي تسبب صداعاً عكسياً نتيجة الإفراط في تناول هذه المسكنات.
وللعلم لتخفيف ألم هذا الصداع في الجانب الأيسر من الدماغ يجب عمل كمادات باردة على الجانب الأيسر من الرأس والرقبة لمدة ربع ساعة بالإضافة إلى التدليك لهذه المنطقة المصابة.
الصداع النصفي الأيمن
تتشابه أسباب هذا النوع من الصداع في الجانب الأيمن مع الجانب الأيسر وكذلك طرق العلاج، وفيما يلي أسباب وجود صداع نصفي أيمن وطرق علاجه:
- الحساسية والالتهابات أيضاً أحد أهم أسباب هذا النوع من الصداع في الجانب الأيمن من الرأس.
- المبالغة في تناول الدواء المسكن للصداع ويزداد تأثير الصداع في هذه الحالة عند الاستيقاظ صباحاً من النوم.
- الاضطرابات العصبية والالتهابات الموجودة في الأعصاب.
- وجود أورام سرطانية سواء كانت خبيثة أو حميدة.
ولعلاج هذا النوع من الصداع يجب البعد تماماً عن الكافيين والأطعمة المحفزة للصداع، والاهتمام بوضع كمادات على الجانب الأيمن من الرأس والرقبة.
وكذلك الاهتمام بشرب كمية مناسبة من المياه، وللعلم إذا كنت تعاني من صداع وتجاوز عمرك ال40 عاماً ويتسبب الصداع لك في خدر في الأطراف فعليك بزيارة الطبيب فوراً.
اعراض الصداع النصفي
يمكن تقسيم أعراض هذا المرض المزمن إلى 3 مراحل لكل مرحلة منها أعراض تختلف عن المرحلة الأخرى مع العلم أنه ليس بالضرورة أن يمر المريض بال 3 مراحل هذه.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن علاج هذا النوع من الصداع يمكن تقديمه في أي مرحلة من هذه المراحل الثلاثة وفيما يلي أهم أعراض هذا الصداع طبقاً للمراحل التالية:
مرحلة البادرة
وهي المرحلة الأولى من النوبة وتحدث قبل نوبة الشقيقة التي تكون المرحلة الأخيرة من حدوث هذا النوع من الصداع وتستمر البادرة لساعات ومن أعراضها:
- الإحساس الشديد بالجوع والرغبة في الأكل.
- الإمساك والاكتئاب.
- الشعور بتصلب الرقبة والتثاؤب.
- وجود صعوبة في التركيز.
مرحلة الأورة
وهي المرحلة الثانية من مرحلة الصداع النصفي وهناك عدد من المرضى لا يمرون بهذه المرحلة وقد تحدث قبل أو أثناء النوبة ومن أبرز أعراض هذه المرحلة هي:
- خدر في الذراع أو الساق.
- ميل المريض إلى النوم في غرفة مظلمة تماماً ووجود ظواهر بصرية غريبة ووجود مشاكل قد تصل إلى العمى.
- الاحساس بروائح غريبة، وكذلك الشعور بثقل في الكلام.
مرحلة النوبة الشقيقة
هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة من النوبة وفي حالة عدم علاج الصداع في المرحلتين السابقتين تحدث هذه المرحلة ويعد من أبرز أعراض هذه المرحلة هي:
- القيء والغثيان ووجود اضطرابات في الرؤية.
- الشعور بالدوار ثم التعرض للإغماء.
- وجود ألم قوي إما على جانبي الرأس أو على جانب واحد من الرأس.
- الحساسية للصوت والضوء والرائحة.
اسباب الصداع النصفي
برغم التقدم الشديد لعلم الطب والتشخيص إلا أن أسباب الإصابة بهذا المرض مازالت غير معلومة بشكل واضح، مع العلم أن السبب الرئيسي هو اضطرابات تؤدي لتنشيط العصب ثلاثي التوائم.
وهذه الاضطرابات تتسبب في تضخم الأوعية الدموية بالرأس ما ينتج عنه الألم، وفيما يلي سنتحدث عن أهم الأسباب المُحتمل أنها تؤدي للإصابة بهذا النوع من الصداع:
- وجود مشاكل وراثية وجينية تتوارثها الأجيال حيث أنه من ضمن 70% من المصابين بصداع نصفي نجد أقارب من الدرجة الأولى يتعرضون للإصابة أيضاً.
- النوم الغير مستقر حيث أن عدم نوم عدد ساعات كافي وكذلك المبالغة في عدد ساعات النوم مسببات رئيسية للصداع النصفي.
- المحفزات الحسية كالضوء القوي الزائد عن الحد أو الأصوات المبالغ فيها.
- المبالغة في شرب الكافيين.
- تناول الأطعمة السريعة والتي تحتوي على مواد حافظة.
- حدوث تغييرات هرمونية وهذا الأمر منتشر بشكل كبير بين النساء لذلك هم أكثر عرضة للإصابة بصداع نصفي.
- عدد من الأسباب الأخرى كالتدخين والكحولات والأنظمة الغذائية المفاجئة.
علاج الصداع النصفي
علاج هذا النوع من الأمراض ينقسم لعدة خطوات وطرق علاجية يجب اتباعها جميعها بالتزامن وفيما يلي أبرز طرق علاج صداع نصفي:
العلاج السلوكي
وهنا يتم اتباع عدد من العادات الصحية التي تساهم بشكل كبير في العلاج ويتم ممارسة معظم هذه الممارسات في المنزل ومنها:
- تناول وجبات غذائية صحية ومنتظمة، والبعد عن الكافيين والنترات.
- الراحة والنوم لعدد ساعات منتظم.
- المداومة على نشاط بدني متوسط.
العلاج باستخدام الطب البديل
يعتبر الطب البديل أحد أنواع العلاجات التي لها فاعلية كبيرة ويتم استخدامها بكثرة لما أثبته من فاعلية كبيرة في بعض الحالات، وفيما يلي أحد طرق علاج الصداع النصفي:
- العلاج بالأعشاب.
- اللجوء إلى التدليك للعلاج.
- اللجوء لشخص متخصص لوخز الإبر في مناطق معينة بالجسم.
- الارتجاع البيولوجي للسيطرة على توتر العضلات.
العلاج بالأدوية
من ضمن طرق العلاج لهذا النوع من الصداع أيضاً هو اللجوء لتناول عدد من الأدوية يتم وصفها من قبل الطبيب وفيما يلي أبرز أدوية علاج الصداع النصفي:
- المسكنات من أهم العلاجات الفعالة.
- استخدام الأدوية البديلة عن وخز الإبر.
- استخدام المسكنات الأفيونية.